الأحد، 27 مارس 2016

بحث عن أقسام الحديث

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين
 أما بعد ..
إن الحديث عن أقسام الحديث الشريف يأخذ أبعاداً متعددة من حيث مفهوم علم الحديث الشريف و أقسام الحديث و أنواعه، و قد كتبت هذا البحث الذي يحتوي على مفهوم علم الحديث وأقسامه، و أنواعه من مثل الحديث المرفوع و الموضوع و المسند و الصحيح و الضعيف و الحسن ، و أمثلة من الأحاديث الشريفة على أنواعه .
أيضاً يتضمن هذا البحث أقسام الحديث الشريف من مثل المتواتر و الآحاد، ذلك لأوضح للآخرين ما هو مفهوم علم الحديث و حكمه و أقسامه و أنواعه، و قد و ضحت لهم ذلك بضرب الأمثلة على عدة أنواع من الأحاديث، و أيضاً كتبت هذا البحث لكي أزود الآخرين بالمعلومات عن علم الحديث و أقسامه.                                                                                   
الموضوع :
ينقسم الحديث من حيث القبول والرفض إلى أربع أقسام هي الحديث الصحيح والحسن والضعيف والموضوع , ومن حيث كثرة الرواة وقلتهم إلى المتواتر والآحاد .
أقسام الحديث من حيث القبول والرفض :
الحديث الصحيح: هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً كاملاً عن العدل الضابط إلى منتهاه، وخلا من الشذوذ والعلة.
شرح التعريف:
1 -  الاتصال: ومعناه أن يكون كل واحد من رواة الحديث سمع ممن فوقه حتى يبلغ قائله.
2- العدالة في الرواة: الملكة التي تحث على التقوى , وتحجز صاحبها عن المعاصي والكذب وما يخل بالمروءة.
3 - الضبط: نوعان: ضبط الصدر: وهو أن يسمع الراوي الحديث من الشيخ ثم يحفظه في صدره , ويستحضره متى شاء.
وضبط الكتاب: وهو أن يسمع الراوي الحديث من الشيخ ثم يكتبه في كتاب عنده ويصونه من التحريف والتبديل.
4- الخلو من الشذوذ بأن لا يخالف الثقة من هو أوثق منه من الرواة.
5 - الخلو من العلة: وهي سبب يطرأ على الحديث فيقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.
ووجه دلالة هذه الشروط الخمسة على صحة الحديث:
أن العدالة والضبط يحققان أداء الحديث كما سمع من قائله ، واتصال السند على هذا الوصف في الرواة يمنع اختلال ذلك في أثناء السند، وعدم الشذوذ يحقق ويؤكد ضبط هذا الحديث الذي نبحثه بعينه وأنه لم يدخل وهم ، وعدم الإعلال يدل على سلامته من القوادح الخفية. 
أمثلة على الأحاديث الصحيحة :
( آكل كما يأكل العبد و أجلس كما يجلس العبد) . ( حديث صحيح).
( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان ) .(صحيح)
حكم الحديث الصحيح:
أجمع العلماء من أهل الحديث ومَنْ يُعْتَدُ به من الفقهاء والأصوليين على أن الحديث الصحيح حجةْ يجب العمل به، سواء كان راويه واحدا لم يروه غيره، أو رواه معه راوٍ آخر، أو اشتهر برواية ثلاثة فأكثر.
 مراتب الصحيح باعتبار مصنفات المشاهير مراتب سبع وهي :
1- ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم (متفق عليه)
2- ما تفرد به البخاري.
3- ما تفرد به مسلم.
4- ما كان على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيح قال الإمام النووي : (والمراد بقولهم : على شرطهما أن يكون رجال إسناده في كتابيهما - أي في صحيح البخاري وصحيح مسلم - لأنه ليس لهما شرط في كتابيهما ولا في غيرهما)
5- ما كان على شرط البخاري ولم يروه في صحيحه.
6- ما كان على شرط مسلم ولم يروه في صحيحه.
7- ما صححه غيرهما من العلماء وليس على شرط واحد منهما.
مصادر الحديث الصحيح :
1- الموطأ
2- الجامع الصحيح للبخاري
3- صحيح مسلم
4- صحيح ابن خُزَيْمَة
5- صحيح ابن حِبّان
هذان الكتابان صحيحا ابن خزيمة وابن حبان اشترط صاحباهما الصحة فيما يخرجانه فيهما، إلا أن العلماء لم يجمعوا عليهما بل وقعت انتقادات لأحاديث فيهما تساهلا في تصحيحها.
6- المختارة، للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي
لكن انتقد على هذا الكتاب تصحيح أحاديث لا تبلغ رتبة الصحة، بل ولا رتبة الحسن.
مرتبته: هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته، ودون الصحيح لذاته .
الحديث الحسن :
الحديث الحسن : ما اتصل سنده بنقل عدْل خفيف الضبط من غير شذوذ ولا علة . فالراوي في كلا النوعين من الحديث (الصحيح والحسن) عدْل لكن ضبطه في الحسن أقل من ضبطه في الصحيح وليس تامًا مثله.
مصادر الحديث الحسن:
وأهم مصادر الحديث الحسن: السنن الأربعة، والمسند للإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي، نعرف بها فيما يلي:
1 - الجامع" للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَة الترمذي
2 -  السنن للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني
3 - المجْتَبَى للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي
4- سنن المصطفى لابن ماجه محمد بن يزيد القز
5-  المسند للإمام المبجل أحمد بن حنبل
-6 المسند لأبي يعلي الموصلي أحمد بن علي بن المثنى
الحديث الضعيف :
الحديث الضعيف  : (كل حديث لم يجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث    الحسن).
ينقسم الضعيف باعتبار فقد شروط القبول إلى أقسام شتى ويمكن إجمالها فيما يلي :
أ - فقد اتصال السند ينشأ عنه خمسة أقسام : 1-المعلق..  2-المنقطع.. 3-المعضل 4-المرسل 5-المدلس
ب - فقد العدالة ينشأ عنه أقسام عديدة : 1-الموضوع 2-المتروك 3-المنكر 4-المطروح 5-المضعف 6-المبهم
ج - فقد الضبط ينشأ عنه ما يلي : 1-المدرج 2-المقلوب 3-المضطرب 4-المصحف والمحرف
د - فقد السلامة من الشذوذ ينشأ عنه نوع واحد هو الشاذ - فقد السلامة من العلة ينشأ عنه نوع واحد هو المعلل.
حكم العمل بالحديث الضعيف :
مذهب جماهير العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم، انه يستحب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال من المستحبات والمكروهات، و لكن بالشروط الآتية :
1- أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
2- ألا يُثْبِت حكمًا شرعيًا أو صفة لله تعالى, أي من الأمور التي تتعلق بالعقائد والأحكام .
3-أن يندرج تحت أصل معمول به كتلاوة القرآن الكريم والدعاء.
4- ألا يكون باطلا موضوعا, فإن علم بطلانه ووضعه لا يجوز الالتفات إليه ولا الاحتجاج به في أي أمر من الأمور.
5-ألا يُعْتَقَدَ عند العمل به ثبوته، لئلا ينسبَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله .
المضعف :
وهو الذي لم يجمع على ضعفه، بل ضعفه بعضهم وقواه آخرون: إما في المتن أو في المسند.
المتروك :
هو الحديث الذي يرويه من يتهم بالكذب ولا يعرف ذلك الحديث إلا من جهته ويكون مخالفاً للقواعد المعلومة، وكذا من عرف بالكذب في كلامه وإن لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث النبوي.
وهذا النوع يسمى متروكاً ولم يسم موضوعاً، لأن مجرد الاتهام بالكذب لا يُسَوِّغُ الحكم بالوضع.
المطروح :
ما نزل عن الضعيف وارتفع عن الموضوع. 

مثال على الأحاديث الضعيفة:
(مثل المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه كمثل البنيان يشد بعضه بعضا) ( ضعيف )
الخبر الموضوع :
الحديث الموضوع :هو الخبر المختلَق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتراء عليه. وهو شر أنواع الضعيف وأقبحها, بل جعله بعض العلماء قسما مستقلا لا يندرج تحت الأحاديث الضعيفة ولا يطلق عليه لفظ حديث إلا من جهة واضعه .
حكم روايته : يحرم اتفاقًا رواية الخبر الموضوع منسوبا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مقرونا ببيان كونه موضوعا, وذلك لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار). وقوله - صلى الله عليه وسلم - (من حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبين)
- علامات الوضع : وضع العلماء قواعد يكشفون بها الأحاديث الموضوعة, ومن هذه القواعد :
1- إقرار الواضع نفسه, كإقرار ابن أبي مريم بوضع أحاديث في فضائل السور .
2- وجود قرينة في الراوي بمنزلة الإقرار, كأن يحدث عن شيخ لم يثبت أنه لقبه أو عاصره أو توفى قبل مولد الراوي, أو لم يدخل المكان الذي ادّعى سماعه فيه .
3- وجود قرينة في المتن تدل على وضعه, كأن يكون في المروي لحنٌ في الأسلوب أو ركاكة في اللفظ وسقوط في المعنى.
4- مخالفته للعقل والحسِّ والمشاهدة .
5- مخالفته لصريح القرآن الكريم والسنة الصحيحة, بحيث لا يقبل التأويل .
6- مخالفته للحقائق التاريخية المعروفة في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم .
7- أن يكون الخبر عن أمر جسيم تتوافر الدواعي على نقله وذلك بأن يرويه إلا واحد .
الخاتمة (النتيجة و التوصيات):
 سعيت في هذا البحث إلى التأكيد على أهمية أقسام الحديث الشريف و أنواعه ،و بيان    مفهوم علم الحديث لغةً و اصطلاحاً، و بيان حكمه، و أيضاً جمعت أمثلة لأنواع من الأحاديث الشريفة، حتى يستفيد الآخرون من هذه المعلومات التي يحتويها هذا البحث من مفهوم علم الحديث وأقسامه و أنواعه ، و هذا العلم (علم الحديث الشريف ) الذي وضع لغرضين أحدهما : ليستفيد الآخرون من الحديث الشريف ، و يقتدون بالرسول صلى الله عليه و سلم و بسنته في كل شيءٍ ، و الآخر: هو لكي يرجعوا إلى فهم الدين إلى المصادر الرئيسية القرآن الكريم ، و من ثم الأحاديث الشريفة و السنة النبوية .
و قد جاءت نصوص كثيرة و آثار عديدة ، غير التي جمعتها في هذا البحث ، بما فيها ما يبين فضائل هذا العلم و أقسامه ، وتوجد الدوافع للمبادرة بفعلها.                       
 و الحمد لله رب العالمين   .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق