الأحد، 27 مارس 2016

بحث عن التلوث

مقدمة:-
يتفق الخبراء البيئيون بأن المشاكل البيئية الراهنة، التي تستلزم حلولآ ومعالجات عاجلة،هي كثيرة، وشائكة ومعقدة، وبخاصة التلوث البيئي بشتى أنواع الملوثات والسموم البيئية،وتداعياته الخطيرة، تقابلها،في العديد من دول العالم، وبضمنها العالم العربي، إجراءات علاجية دون المستوى المطلوب.ويقر الجميع بالحاجة الماسة لخلق تربية بيئية، ووعي بيئي، وثقافة بيئية لدى عامة الشعب لإدراك أهمية البيئة وضرورة المحافظة على مقوماتها، وغرس السلوك الإنساني السليم،بوصفه العامل الأساسي الذي يحدد إسلوب وطريقة تعامل الإنسان، فرداً وجماعة، معها، وإستغلال مواردها، بما من شأنه المحافظة على القوانين التي تنظم مكوناتها الطبيعية وتحفظ توازنها بشكل محكم ودقيق، وإشاعة التعامل معها في ضوء قوانينها الطبيعية وبعقلانية وحكمة في الإستخدام، بعيداً عن الإسراف والتلف وإستنزاف الموارد البيئية، بما فيها الموارد الدائمة، والمتجددة، وغير المتجددة، من خلال ترشيد وضبط الإستهلاك، بإعتبارها الضمانات الملبية لحاجات الإنسان والإيفاء بمتطلباته عبر الأجيال المختلفة..

ولكي تتحقق هذه المطالب المشروعة، لابد من دراسة المشاكل البيئية القائمة دراسة جدية ومعمقة بغية الوصول الى معالجات فاعلة.. من هنا،ومع أن المشكلات البيئية سيتم تناولها بالتفصيل في مادة " المشاكل البيئية المعاصرة في العالم"،التي تدرس في الفصل الأول – ماجستير،إلا أننا نجد من المفيد أن نعرف طالب الفصل التأهيلي بأبرز هذه المشكلات بشكل مكثف..



الموضوع:-
التلوث البيئي
التلوث هو أخطر تهديد للبيئة ،لما يسببه من أذى وضرر للحياة البشرية، أو لحياة الأنواع الأخرى،أو يضر بالشروط الحياتية والنشاطات البشرية، أو بالمكتسبات الحضارية، وقد يبدد ويقضي على الموارد الأولية. والواقع ان التلوث طال كل شيء في الحياة..

لقد أصبح التلوث مشكلة كبيرة أعطيت الكثير من الإهتمام بالنظر لآثارها السلبية في نوعيية الحياة البشرية.فالملوثات تصل الى جسم الإنسان في الهواء الذي يستنشقه وفي الماء الذي يشربه وفي الطعام الذي يأكله وفي الأصوات التي يسمعها، هذا عدا عن الآثار البارزة التي تحدثها الملوثات بممتلكات الإنسان وموارد البيئة المختلفة.أما إستنزاف موارد البيئة المتجددة وغير المتجددة، فهي قضية تهدد حياة الأجيال القادمة[ ].
والمؤسف ان أغلب العوامل المسببة للتلوث هي عوامل من صنع الإنسان، وقد إزدادت بصورة خطيرة مع التقدم الصناعي، ومع التوسع الهائل في إستخدام الطاقة، وإزدياد مشاريع التنمية الإقتصادية، خاصة تلك التي تجاهلت المسألة البيئية وأهملت حماية البيئة والمحافظة عليها.
فلو دققت بمصادر تلوث الهواء، تجد ما هي إلا مخلفات الصناعية المختلفة- مخلفات إحتراق الطاقة ( الفحم الحجري، النفط، الغاز)- غازات عوادم السيارات- الإشعاع الذري،المواد الكيمياوية المؤدية الى تاَكل الأوزون، الغازات المنبعثة من نشاطات بشرية مختلفة والتي تؤدي الى تغييرات مناخية وغيرها.
ومن مصادر تلوث المياه:المخلفات الصناعية والبشرية والحيوانية،التلوث الناجم عن الصرف الصحي،الأسمدة والأدوية والمبيدات، وتبديد المياه.
ومن مصادر تلوث التربة:المخلفات الصناعية والزراعية والبشرية،إنحسار الغطاء النباتي للتربة،التصحر،التملح، الإنجراف، تدمير الغابات والأشجار، سوء الإستثمار الزراعي للأرض،التوسع العمراني على حساب المناطق الخضراء، دفن النفايات النووية والكيمياوية،بقايا الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية، وغيرها.
وهنالك التلوث الغذائي،وما يسببه من تسمم يقتل الألوف سنوياً، ويخلف العوق لألوف أخرى من البشر.
وكذلك التلوث الصوتي،أو الضجيج، وأهم مصادره: الضجيج المنتشر في التجمعات السكانية والمناطق الصناعية والورش، والى جوار المطارات ومحطات سكك الحديد، وغيرها.
وهكذا، فان التلوث ينقسم عموماً الى: تلوث مادي: مثل تلوث الهواء والماء والتربة.وتلوث غير مادي: كالضوضاء التي تنتج عن محركات السيارات والآلات والورش والماكينات وغيرها، مما تسبب ضجيج يؤثر على أعصاب الإنسان ويلحق به الكثير من الأذى الفسيولوجي والضرر السيكولوجي، حيث تثير أعصاب الإنسان وتزيد من توتره وهياجه.بالإضافة الى الضرر العضوي- إصابة جهاز السمع بالصمم أوقلة السمع.

والواقع،أصبح تلوث البيئة ظاهرة نحس بها جميعاً، لدرجة ان البيئة لم تعد قادرة على تجديد مواردها الطبيعية،فأختل التوازن بين عناصرها المختلة، ولم تعد هذه العناصر قادرة على تحلل مخلفات الإنسان، او إستهلاك النفايات الناتجة عن نشاطاته المختلفة.وأصبح جو المدن ملوثاً بالدخان المتصاعد من عادم السيارات، وبالغازات المتصاعدة من مداخن المصانع ومحطات القوى، والتربة الزراعية تلوثت نتيجة الإستعمال المكثف والعشوائي للمخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية.. وحتى أجسام الكائنات الحية لم تخل من هذا التلوث..فكثير منها يختزن في أنسجته الحية نسبة من بعض الفلزات الثقيلة..ولم تسلم المجاري المائية من هذا التلوث.. فمياه الأنهار والبحيرات في كثير من الأماكن أصبحت في حالة يرثى لها، نتيجة لما يلقى فيها من مخلفات الصناعة، ومن فضلات الإنسان، كما أصاب التلوث البحيرات المقفلة والبحار المفتوحة على السواء..كذلك أدى التقدم الصناعي الهائل الى إحداث ضغط هائل على كثير من الموارد الطبيعية.. خصوصاً تلك الموارد غير المتجددة، مثل الفحم وزيت البترول وبعض الخامات المعدنية والمياه الجوفية، وهي الموارد الطبيعية التي إحتاج تكوينها الى إنقضاء عصور جيولوجية طويلة، ولا يمكن تعويضها في حياة الإنسان.ولقد صحب هذا التقدم الصناعي الهائل الذي أحرزه الإنسان ظهور أصناف جديدة من الموارد الكيميائية لم تكن تعرفها الطبيعة من قبل.. فتصاعدت ببعض الغازات الضارة من مداخن المصانع ولوثت الهواء، وألقت هذه المصانع بمخلفاتها ونفاياتها الكيميائية السامة في البحيرات والأنهار.وأسرف الناس في إستخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الآفات الزراعية، وأدى كل ذلك الى تلوث البيئة بكل صورها..فتلوث الهواء.. وتلوث الماء.. وتلوثت التربة، وإستهلكت وأصبح بعض الأراضي الزراعية غير قادر على الإنتاج..كذلك إزدادت مساحة الأراضي التي جردت من الأحراش والغابات وإرتفعت أعداد الحيوانات والنباتات التي تنقرض كل عام، كما إرتفعت نسبة الأنهار والبحيرات التي فقدت كل ما بها من كائنات حية، وتحولت الى مستنقعات[ ].

واليوم،يخطئ كل من يعتبر تلوث البيئة هو شأن محلي،أو مشكلة محلية، لآن البيئة في الحقيقة لا تخضع لنظام إقليمي، وإنما هي مفتوحة، وهو ما يجعل التلوث مشكلة دولية، تساهم فيها جميع الدول تأثراً وتأثيراً.ولا أدل على ذلك من تساقط كميات هائلة من ملوثات على كثير من الدول الأوربية عن طريق الأمطار لم تنتج من قبلها، بل نتجت عن مناطق ملوثة، وإنتقلت عبر الرياح والمياه ومع الأمطار من بلد الى اَخر. وعادة ما تنتقل الملوثات مباشرة عبر الرياح من مكان ملوث الى اَخر غير ملوث.وهناك مشكلة تلوث مياه الأنهار والمحيطات والبحار،التي أصبحت مشكلة عالمية..وهناك مشكلة تصدير وإستيراد المواد الغذائية من مناطق ملوثة وذات تأثير خطير، وتحولها من مشكلة إقليمية الى مشكلة عالمية.ومشكلة ثقب الأوزون التي تشترك فيها كل دول العالم، وتعتبر من أهم المشاكل البيئية التي يعتبر العالم كله مسؤولاً عنها، ولا يمكن تدارك مخاطرها،إلا إذا تعاونت كل الدول، متقدمة ونامية، من أجل تقليل الملوثات التي تصل الى البيئة.

إن العديد من علماء البيئة يجمعون بان الفقراء هم الأداة الأكثر إضراراً بالأنظمة البيئية سعياً وراء العيش والحياة، حيث أنهم يستهلكون ويستعملون ما يقع تحت أيديهم من أجل الحصول على الطاقة أو الغذاء، حيث يتسبب إستخدام الحطب والمخلفات الزراعية والفحم والروث كوقود في الأغراض المنزلية في تلوث كثيف داخل المباني، وهو التلوث الذي تتعرض له في الأغلبية النساء والأطفال.وأدرجت العديد من الدراسات بيانات وإحصائيات تشير الى إرتفاع نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وسرطان الأنف والحنجرة بسبب التعرض لإنبعاثات مثل هذا الوقود[ ]..

فقبل عقدين،أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية Who ان البيئة الملوثة تقتل أكثر من 30 ألف شخص يومياً في دول العالم الثالث، وان أكثر من نصف سكان العالم لا يستطيعون الحصول على مياه نقية خالية من الميكروبات، وأن 6 ملايين طفل في الدول النامية يموتون سنوياً من جراء الإصابة بالإسهال، وان نصف سكان هذه الدول يعانون من مشاكل الديدان الطفيلية. وأكد مؤتمر المدن والعواصم الإسلامية، الذي عقد في القاهرة في أيلول / سبتمبر 1986، إرتفاع نسبة الوفيات في العالم نتيجة للتلوث من 60 حالة وفاة عام 1930 الى 2000 حالة وفاة عام 1985.


المشكلة السكانية

نظراً لوخامة المشكلة،أصبحت المجتمعات البشرية والمؤسسات والمنظمات العلمية البيئية تضع نصب أعينها مشكلة القضية السكانية، وذلك بسبب العلاقة التبادلية الهامة بين السكان ومسيرة التطور الإجتماعي والأقتصادي.وقد أظهرت البحوث العلمية الميدانية في كثير من المجتمعات ان عدم أخذ العامل السكاني بعين الأعتبار في التخطيط التنموي والبيئي سيؤدي الى حدوث خلل تنموي، بحيث تغدو المجتمعات عاجزة عن تلبية الحاجات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية للأفراد[ ].

وللتدليل على خطورة ظاهرة التزايد السكاني العالمي وما يتبعه من عملية إستنزاف للموارد،فان عدد سكان العالم يبلغ حالياً أكثر من 6.3 مليار نسمة، ومن المتوقع ان يصل الرقم الى 14.2 مليار نسمة عام 2025، إذا إستمر معدل النمو السكاني الحالي على ما هو عليه، والذي يساوي 1.67 % سنوياً.
ومن النتائج الناجمة عن معدلات الزيادة السكانية في العالم إرتفاع نسبة فئة الأعمار من 1-24 سنة لتشكل ما مجموعه 50 % من عدد سكان العالم عام 2000، وإزدياد معدلات الهجرة من الريف الى المدينة في الدول النامية، وزيادة معدلات الكثافة السكانية والإزدحام في المدن الكبرى[ ].







الخاتمة:-
ومن أهم الأخطار البيئية التي تهددها عملية النمو السكاني العشوائي هي:
1- الإكتظاظ السكاني في المدن وما يتبعه من مشاكل بيئية وإجتماعية وصحية.
2- الهجرة من الريف الى المدينة مما يتخلى الريف من المزارعين وتتدهور التربة.
3- توسع المدن والمراكز على حساب الأراضي الزراعية المنتجة.
4- الإستعمال الخاطئ والعشوائي للمبيدات والمخصبات من قبل المزارعين[ ].




-تلوث الهواء داخل الأماكن: يقتل قرابة مليون طفل سنويا نتيجة العدوى التنفسية الحادة، وكذلك الأمهات اللاتي يكلفن بالطبخ أو يبقين قريبات من المواقد بعد الولادة يتعرض معظمهن للإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة، نتيجة التلوث باستخدام وقود الكتلة الحيوية الذي لا يزال منتشراً على نطاق واسع.
-الملاريا: تقتل ما يقدر بمليون طفل دون الخامسة في كل عام، ومعظمهم في أفريقيا. ويمكن أن تتفاقم الملاريا نتيجة سوء معالجة المياه وتخزينها وعدم ملاءمة المساكن واجتثاث الأشجار وضياع التنوع البيولوجي.
-الإصابات البدنية غير المتعمدة: التي قد ترتبط بأخطار بيئية في الأسرة أو المجتمع، تقتل قرابة 300 الف طفل سنوياً، تُعزى 60 الف حالة منها إلى الغرق، و40 الف حالة إلى الحرائق، و16 الف حالة إلى التسمم، و50 الف حالة إلى حوادث المرور على الطرق، وأكثر من 100 الف حالة تعزى إلى اصابات أخرى غير متعمدة.
-الرصاص (الموجود في الجو) والزئبق (الموجود في الطعام والمواد الكيميائية الأخرى): يمكن أن تُؤدي على المدى الطويل إلى آثار مزمنة مثل العقم والإجهاض وعيوب الولادة.
-المبيدات والمذيبات والملوثات العضوية: قد تؤثر على صحة الجنين، إذا تعرضت الأم لها، كما تتأثر صحة المواليد، الذين تنمو أجسامهم سريعا، بارتفاع مستويات الملوثات في لبن الثدي. وفي بعض الحالات قد لا تظهر الآثار الصحية إلا في مقتبل العمر[ ].

المراجع

1- المحامي مروان يوسف صباغ، البيئة وحقوق الإنسان، كومبيونشر، بيروت، 1992
2- محمد السيد أرناؤوط، الإنسان وتلوث البيئة،الدار المصرية اللبنانية،1993،
3- د. علياء حاتوغ- بوران و محمد حمدان أبو دية، علم البيئة،دار الشروق، عمان، 1994
4- روبرت لافون-جرامون، التلوث، ترجمة: نادية القباني، مراجعة: جورج عزيز، الناشر للطبعة العربية:"ترادكسيم"، 1977.
5-مصطفى عبد العزيز، الإنسان والبيئة،القاهرة، المطبعة الحديثة، 1978.
6-طلال يونس، التربية البيئية ومشكلات البيئة الحضرية، ورقة عمل قدمت في ندوة دور البلديات في حماية البيئة ي المدن العربية، الكويت، منظمة المدن العربية، 1981.
7- زين الدين عبد المقصود، البيئة والإنسان، علاقات ومشكلات، القاهرة، دار عطوة، 1981.
8- إبراهيم خليفة، المجتمع صانع التلوث، قضايا بيئية، العدد 12، الكويت، جمعية حماية البيئة الكويتية، 1983.
9- محمد عبد الفتاح القصاص، قضايا البيئة المعاصرة، العلوم الحديثة، العدد 1، السنة 16، 1983
10- رشيد الحمد ومحمد صباريني، البيئة ومشكلاتها،عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،الكويت،ط2، 1984.
11- د. محمد صابر سلين، د. أمين عرفان دويدار، د. حسني أحمد إسماعيل، ود. عدلي كامل فرح، علوم البيئة، وزارة التربية والتعليم، بالإشتراك مع الجامعات المصرية، برنامج تأهيل معلمي المرحلة الإبتدائية للمستوى الجامعي، 1986

بحث عن البلاغة والتشبيه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. 



المقدمة :
لم يقصر علماء البلاغة في بيان منزلة التشبيه ،وما له من أثر في رفع شأن الكلام ،وخلع أشعة البهاء عليه ،وإلباسه روع الإعحاب ،وتمهيد طريق معبد له في ثنايا النفوس ،وفتح باب القول أمامه في أطواء الصدور ،فإنه أشبه شيء بوسائل الإيضاح ونماذج الدروس التي تسيق الشرح أو يعقب بها عليه ،فتذلل ما عسى أن يكون من عسر في الفهم ،وتثبت معانيها في الذهن ،هذا إلى خلابة البيان التي تنبعث منه انبعاث أشعة السحر والفتون من العيون النجل ،فتفعل فعلها العجيب بالقلوب ،فتصرفها كما تشاء بسطا وقبضا ،ورغبة ورهبة ،ومحبة وبغضة ،وتقودها الى ما نهي بزمام سلس وعنان لين .

التشبيه البلاغي :
يقول قدامه : واما التشبيه فهو من أشرف كلام العرب ،وفيه تكون الفطنة والبراعة عندهم ،وكلما كان التشبيه ((بالكسر ))منهم في تشبيه ألطف كان بالشعر أعرف،وكلما كان أسبق كان بالحذق أليق 
ويقول العسكري:عن القدماء أهل الجاهلية من كل جيل :ما يستدل به على شرفه وفضله وموقعه من البلاغة بكل لسان 
ويقول بن قتييبة :وليس كل شعر يختار ويحفظ علي جودة اللفظ والمعنى ،ولكنه قد يختار ويحفظ علي أسباب منها الإصابة في التشبيه،كقول القائل :
بدأن بنا وابن الليالي كأنه حسام جلت عنه القيون صقيل (4 )
فما زلت أفني كل يوم شبابه إلى أن أتته العيس وهو ضئيل 

وكقول الآخر في مغن:
كأن أبا الشموس إذا تغنى يحاكي عاطسا في عين شمس 
يلوك بلحية طورا وطورا كأن بلحية ضربان ضرس 

أقاويل في البلاغة :
ويقول الباقلاني :والتشبيه تعرف به البلاغة .
ويقول البطين :أجمع العلماء بالشعر على أن الشعر وضع على أربعة أركان :مدح رافع ،أو هجاء واضح ،أو تشبيه مصيب ،أو فخر سامق (2)
ويقول عبد القاهر :وهل تشك في أنه يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين حتي يختصر ما بين المشرق والمغرب ،ويجمع ما بين المشئم والمعرق وهو يريك المعاني الممثلة بالأوهام شبها في الأشخاص المائلة ،والأشباح القائمة ،وينطق لك الأخرس ،ويعطيك البيان من الأعجم ،ويريك الحياة في الجماد ،ويريك التئام عين الاضداد،فيأتيك بالموت والحياة مجموعين ،والماء والنار مجتمعين 
ويقول السكاكي:فهو الذي إذا مهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السحر البياني .
ويقول الخطيب :انه مما اتفق العقلاء :علي شرف قدره وفخامة امره في البلاغة،وان تعقيب المعاني به لا سيما قسم التمثيل منه ،يضاعف قواها في تحريك النفوس إلي المقصود بها مدح كانت أو زما أو افتخارا أو غير ذلك . 
ومن رأي الدكتور شوقي ضيف :أن التشبيه لا يحتاج بعدا في الخيال ولا عمقا في التصوير وأنه لون مفرد بل هو صبغ من أصباغ لون مفرد هو لون التصوير 
ولا أحسب الزميل يريد بهذا أن يهون من قدر التشبيه ،أو يصوره في صورة الشيء السهل ، المسلك القريب التناول .
وإنما لعله أراد أنه دون الاستعارة في يسر بنائه وصياغته ،وانه أقل منها شأنا في إبراز المعاني وصبا في قوالب المحسوسات ،وإن كان هو أساسها وعمادها وألا فليس التشبيه سهل الانتزاع ،ولا هو على طرف الثمامة من كل متناول ،فابن الأثير يقول :انه من بين علم البيان مستو عر المذهب ،وهو مقتل من مقاتل البلاغة ،وسبب ذلك أن حمل الشيء على ا لشيء بالمماثلة إما صورة وإما معنى ،يعز صوابه ،وتعمر الإجادة فيه ،وقلما أكثر من أحد إلا عثر كما فعل ابن المعتز من أدباء العراق وابن وكيع من أدباء مصر ،فإنما أكثر من ذلك لا سيما في وصف الرياض والأشجار والأزهار والثمار ،لا جرم أنهما أتيا بالغث البارد .
واين رشيق –وهو من النقاد الشعراء –يصرح بأن أشد ما تكفله الشاعر صعوبة التشبيه ،لما يحتاج إليه من شاهد العقل ،واقتضاء العيان . 
ونحن لا ننكر أن التشبيه أقل أهمية من الاستعارة في النثر الأدبي وفي الموضوعات الشعرية لميزتها الواضحة في التجسيم ،وفي المبالغة والتهويل .
وبخاصة الشعر ،لأن لها فيه قيمة بالغة بحيث يكاد يستحيل أن يكون شعرا بغيرها 
او كما يقول أرسطو :إن الصورة في التشبيه تجري في النثر كما تجري في الشعر ،ولكنها بالشعر ألصق ولكن هذه الفنون الأدبية لا تستغني مطلقا عن التشبيه ،وقد مر قريبا :أن العلماء اجمعوا علي عد التشبيه المصيب من أركان الشعر .
ثم هو يمتاز عن الاستعارة بأنه اكثر دورانا في النثر العلمي ،وفي الموضوعات التي تخاطب العقول ،لانه يراد منها أن تكون واضحة دقيقة محدودة ،سهلة الإدراك ،بعبدة عن وثبات الخيال ،وطفرا ت التصوير،وترف الألفاظ،واناقة الصياغة .
فان أريد بالتشبيه ما يدل علي كمال المشبه وادعاء اتجاه التشبيه به ،ولم يكن هناك مناص من الترقي الي مرتبة الاستعارة وعدم القناعة بالتشبيه .
ففرق أن يقول الشاعر :فأمطرت لؤلؤا من نرجس ،وبين ان يقول :فأمطرت دمعا كاللؤلؤ من عين كالنرجس ،فالتشبيه كما تري اقرب الى تصوير الواقع ،واما الاستعارة فأمعن في الخيال ،لأنها تطمس الاشياء طمسا ،وتستبدل بها اشباهها .
فالفتاة الباكية في ،(فأمطرت لؤلؤ ا) لم تسفح من عينيها دمعا كاللؤلؤ وانما سفحت لؤلؤا ،لهذا كان التشبيه اكثر شيوعا من الاستعارة في العصور الاتباعية التي يكون فيها الشعراء اقل حدة في الخيال ،واكثر انصياغا لأحكام العقل والمنطق ،وكانت الاستعارة أكثر شيوعا من التشبيه في العصور الإبداعية التي يشطح فيها الخيال ويجمح فلا يكون عليه ضابط . 
ولا خلاف ان الشبيه يختلف حظ القائل من البلاغة وقسمة من البيان .فكل يصف الشيء بمقدار ما في نفسه من ضعف أو قوة أو عجز أو قدرة. وصفة الإنسان ما رأي ،تكون –لاشك -أصوب من صفته ما لم ير ،وتشبهه ما عاين بما عاين أفضل من تشبيه ما أبصر بما لم يبصر .

أليست هذه حالنا تماما حينما ترفع الستارة عن أم كلثوم ،ونميها بأبصارنا متخشعين ،ونرهف أليها أسماعنا متلهفين مستطيلين هذه ألينه التي تناهب فيها للتغريد بها الصوت الشاجي المسكر .وكقول ابي عبد الله بن مرزوق الأندلسي في علة الكتابة السواد في البياض:
ولما أن منكم ديار وحال البعد بينكم وبيني 
بعثت لكم سوادا في بياض لأنظركم بشيء مثل عيني 
ألست تري أن هذا الشاعر قد استطاع أن يخدعنا بهذا التعليل البديع المخترع.
ثم ألست تحس نغمة الحزن والكمد التي تسود الشعر وتنضح بلوعة الشاعر وتفجعه وتوجعه .

في التطبيق والاستعارة
وأما التطبيق والاستعارة وسائر أقسام أقسام الديع فلا شبة ان الحسن والقبح لا يعترض الكلام بهما الا من جهة المعاني خاصة من غير ان يكون للألفاظ فى ذلك نصيب أو يكون لها في التحسين أو خلاف التحسين تصعيد وتصويب .
اما الاستعارة فهي ضرب من التشبية ونمط من التمثيل والتشبيه قياس والقياس يجرى فيما تعيه القلوب وتدركة العقول وتستفتى فيه الأفهام والاذهان لا الاسماع والاذان .
وأما التطبيق فأمره ابين وكونه معنويا أجلى وأظهر فهو مقابلة السىء بضده والتضاد بين الألفاظ المركبة محال وليس لأحكام المقابلة ثم مجال .
فخذ اليك الآن بيت الفرزدق الذى يضرب به المثل فى تعسف اللفظ :
وما مثله في الناس إلا مملكا أبو أمة حى أبوه يقاربه 
فانظر : اتتصور ان يكون ذلك للفظه من حيث انك أنكرت شيئاً من حروفه أوصادفت وحشيا غريبا أو سوقيا ضعيفا ؟ أم ليس الا لأنه لم يرتب الالفاظ في ذكر على موجب ترتيب المعاني فى الفكر ؟ فكد وكدر ومنع السامع ان يفهم الغرض الا بان يقدم ويؤخر ثم اسراف في ابطال النظام وابعاد المراد وصار كمن رمى بأجزاء تتألف منها صورة ولكن بعد ان يراجع فيها باباً من الهندسة لفرط ما عادى بين أشكالها وشدة ما خالف بين أوضاعها .
واذا وجدت ذلك أمراً يناً لا يعارضك فيه شك ولا يمكن معه امتراء فانظر الى الاشعار التى أثنوا عليها من جهة الألفاظ ووصفوها بالسلام ونسبوها الى الدماثة وقالوا : كانها الماء جرياناوالهواء لطفا والرياض حسناً وكانها الرحيق مزاجها التسنيم وكانها الديباج الخسروانني في مرامى الأبصار وشى اليمن منشوراً على اذرع التجاركقوله .
27- ولما قضينامن منى كل حاجة ومسح بالأركان من هو ماسح وشدت على دهم المهارى رحلنا ولم ينظر الغادى الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الاحاديث بيننا وسالت باعنف المطى الأرباطح 
ثم راجع فكرتك واشحذ بصيرتك وأحسن التامل وأحسن التامل ودع عنك التجوز في الرأى ثم انظر هل تجد لا ستحسانهم وحمدهم وثنائهم ومدحهم منصرف إلا الى استعارة وقعت موقعها واصابت غرضها أو حسن ترتيب تكامل معه البيان حتى وصل المعني الى القلب مع وصل اللفظ الي المع واستقر في الفهم مع وقوع العبارة في الاذان والا الي سلامة الكلام من الحشو غير المفيد والفضل الذى هو كالزيادة في التحديد وشىء داخل المعني المقصودة مداخله الطيفلى الذي يستثقل مكانه والأجنبى الذى يكره حضوره وسلامته من التقصير الذى يفتقر معه السامع الى تطلب زيادة بقيت في النفس المتكلم فلم يدل عليها بلفظها الخاص بها واعتمد دليل حال غير مفصح أو نيابة مذكور ليس لتلك النيابه بمستصلح وذلك ان أول ما يتلقاك من محاسن هذا الشعر أنه قال :
ولما قضينا من منى كل حاجة 
فعبر عن قضاء المناسك باجمعها والخروج من فروضها وسننها من طريق امكنه ان يقصر معه اللفظ وهو طريقة العموم . ثم نبه بقوله : 
ومسح بالأركان من هو ماسح 
على طواف الوداع الذى هو آخر الأمر ودليل المسير الذى هو مقصوده من الشعر ثم قال :
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا 
فوصل بذكر مسح الأركان ماوليه من زم الركاب ولركوب الركبان ثم دل بلفظة الأطراف على الصفة التى يختص بها الرفاق في السفر من التصرف في الفنون القول وشجون الحديث أو ما هو عادة المتطرفين من الاشارة والتلويح والزمز والايماء وانبأ بذلك عن طيب النفوس وقوة النشاط وفضل الاغتباط كما توجبه الفة الاصحاب وأنسة الأحباب وكما يليق بحال من وفق لقضاء العباة الشريفة ورجاء حسن الاياب وتنسم روائح الأحبة والأوطان واستماع التهاني والتحيامن الخلان والاخوان .
ثم زان ذلك كلة باستعارة لطيفة طبق فيها مفصل التشبيه وافاد كثيراً من الفوائد بلطف الوحىوالتنبيه فصرح أولا بما أوماً اليه في الخذ بأطراف الأحاديث من أنهم تنازعوا احاديثهم على ظهور الرواحل وفي حال التوجيه الى المنازل وأخبر بعد بسرعة السير ووطاءة الظهر اذ جعل سلاسة سيرها بهم كالماء تسيل به الأبطح وكان في ذلك ما يؤكد ماقبلة ؛ لأن الظهور اذا كانت وطيئة وكان سيرها السير السهل السريع زاد ذلك في نشاط الركبان ومع ازدياد النشاط يزداد الحديث طيباً .
ثم قال بأعناق المطى ولم يقل بالمطى لأن السرعة والبطء يظهر ان غالباً في اعناقها ويبين أمرهما من هواديها وصدورها وسائر اجزائها تستند اليها في الحركة . وتتبعها في الثقل والخفة . ويعبر عن المرح والنشاط إذا كانا في أنفسها بأفاعيل لها خاصة في العنق والراس . ويدل عليهما بشمائل مخصوصة في المقاديم .
فقل الان هل : بقيت عليك حسنه تحليل فيها على لفظة من الفاظها حتي ان فضل الحسنه يبقي لتلك اللفظة ولو ذكرت على الانفراد وأزيلت عن موقعها من نظم الشاعر ونسجه وتأليفة وترصيفه وحتي تكون في ذلك كالجوهرة التي هي – وان ازدادت حسنا بمصاحبة اخواتها واكتست رونقا بمضامة أترابها – فانها اذا جليت للعين فردة وتركت في الخيط فذة لم تعدم الفضيلة الذاتية والبهجة التي في ذاتها مطوية والشذرة من الذهب ترابها بصحة الجواهرلها في الاقلادة واكتنافها لها في عنق الغادة وصلتها بريق حمرتها والتهاب جوهرها بانوار تلك الدرر التي تجاورها ولألاءاللالىء التي تناظرها تزداد جمالا في العين ولطف موقع من الحقيقة الزين ثم هي ان حرمت صحبة تلك العقائل وفرق الدهر الخئون بينها بينها وبين هاتين النفائس لم تعر من بهجتها الأصلية ولم تذهب عنها فضيلة الذهبية .
كلا ليس هذا بقياس الشعر الموصوف بحسن اللفظ وان كان لا يبعد ان يتخيله من ينغم النظر ولا يتم التدبر بل حق هذا المثل ان يوضح في نصرة بعض المعني الحكمية والتشبهية بعضاً وازدياد الحسن منها بأن يجامع شكل منها شكلا منها شكلا وان يصل الذكر بين متدانيات في ولادة العقول إياها ومتجاورات في تنزيل الإفهام لها .
واعلم هذه الفصول التي تقدمها وان كانت قضايا لا يكاذ يخالف فيها من به طرق فإنه قد يذكر المر المتفق علية المختلف فيه هذا ورب وفاق قد بقيت عليه زيادات أغفل النظر فيها وضرب من التخليص والتهذيب لم يبحث عن أوائلها وثوانها وطريقة في العبارة عن المغزي في تلك الموافقة لم يهدها ودقيقة في الكشف عن الحجة على مخالف – لو عرض من المتكلفين – لم يجدها حتي تراه يطلق في عرض كلامه ما برز منه وفاقا في معرض خلاف ويعطيك انكاراص وقد هم باعتراف ورب صديق والاك قلبه وعاداك فعله فتركك مكدوداً لا تشتفي من دائك بعلاج وتبقي منه في سوء مزاج .


الفرق بين التشبيه والاستعارة
ان الاسم اذا قصد اجزاؤه على غير ما هو لمشابة بينهما كان ذلك على ما مضى من الوجهين :
أحدهما : ان يسقط ذكر المشبه من البين حتى لايعلم من ظاهر الحال انك أردته وذلك ان تقول (عنت لنا ظبية ) وانت تريد امرأة (ووردنا بحر) وانت تريد الممدوح لفأنت في هذا النحو من الكلام انما تعرف ان المتكلم لم يرد مااسم موضوع له في أصل اللغة بدليل الحال أوفصاح المقال بعد السؤال أو بفحوى الكلام وما يتلوه من الاوصاف مثال ذلك انك اذا سمعت قول : 
ترنخ الشرب واغتالت حلومهم شمس ترجل فيهم ثم ترتحل 
استدللت بذكر الشرب واغتيال الحلوم والارتحال انه اراد قنينة ولو قال ترجلت شمس ولم يذكر شيئا غيره من أحوال الآدميين لم يعقل قط انه اراد أمرة الاباخبار مستانف أو شاهد آخر من الشواهد .
وذلك تجد الشيء يلتبس منه حتي على أهل المعرفة كما روى ان عدى ابن حاتم اشتبه عليه المراد بلفظ الخيط في قوله تعالى ( حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود ) وحمله على ظاهره فقد روى انه قال لما نزلت الايه أخذت عقالا ابيض فوضعتهما تحت وسادتي فنظرت فلم اتبين فذكرت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ان وسادك لطويل عريض انما هو الليل والنهار .
وثانيهما : ان يذكر كل واحد من الشبه والمشبه به فتقول : زيد أسد وهند بدر وهذا الرجل الذي تراه سيف صارم على اعدائك : وقد كنت ذكرت فيما نقدم ان في اطلاق الاستعارة على هذا الضرب الثاني بعض الشبهة ووعدتك بكلام يجىء فى ذلك وهذا موضعه . 
اعلم ان الوجه الذى يقتضيه القياس وعليه يدل كلام القاضي في الوساطة الا تطلق الاستعارة على النحو قولنا ( زيد أسد وهند بدر ) ولكن تقول هو تشبيه فاذا قال هو اسد لم تقل استعار له اسم الأسد ولكن تقول شبه بالأسد لم تقل في الأول انه استعاره لا تتوقف فيه ولا تتحاشى للبتة وإن قلت في القسم الأول انه تشبيه كنت مصيباً من حيث تخبر عما في نفس المتكلم وعن أصل الغرض وإن اردت تمام البيان قلت : أراد أن يشبه المراة بالظبية فاستعار لها اسمها مبالغة . 
فان قلت فكذلك فقل في قولك (( زيد أسد )) إنه اراد تشبيه بالأسد فأجرى اسمة عليه الأ ترى أنك ذكرته بلفظ التنكير فقلت : زيد أسد كما تقول زيد واحد من الاسود فما الفرق بين الحالتين وقد جرى الاسم في كل واحد منهما على المشبه ظ
فالجواب أن الفرق بين وهو أنك عزلت في القسم الأول الاسم الأصلى عنه واطرحته كأن ليس باسم له وجعلت الثاني هو الواقع عليه والمتناول له له فصار قصدك التشبيه أمراً مطوياً في نفسك مكنوناً في ضميرك .
وصار في ظاهر الحال وصورة الكلام وقضيته كأنه الشىْ الذي وضع له الاسم في اللغة وتصور أن تعلقة الوهم كذلك وليس كذلك القسم الثاني لأنك قد صرحت فيه بالمشبه وذكرك له تصريحاً يأبي أن تتوهم كونه من جنس المشبه به واذا سمع السامع قولك زيد أسد وهذا الرجل سيف صارم على الأعداء استحال أن يظن – وقد صرحت له بذكر زيد – انك قصدت أسداً وسيفاً واكثر ما يمكن أن يدعى تخليه في هذا ان يقع في نفسه من قولك : زيد أسد حال الأسد في جراءته وإقدامه وبطشه فما أن يقع في وهمه أنه رجل وأسد معاً بالصورة والشخص فمحال .

الخاتمة :
ولما كان من هذا النحو بيناً لائحا وكاننا من مقتضي الكلام وواجببا من حيث الموضوع حتي ان لم يحمل عليه كان محالا فالشىء الواحد لا يكون رجلا وأسدا وانما يكون رجلا وبصفة الأسد فيما يرجع الى غرائز النفوس والأخلاق أو الخصوص في الهيئة كالكراهة في الواجه وليس كذلك الأول لأنه يحتمل الحمل على الظاهر على الصحة فلست بممنوع من أن تقول : عنت لنا ظبية وانت تريد الحيوان وطلعت شمس وأنت تريد الشمس كقولك طلعت اليوم شمس حارة وكذلك تقول هززت على الأعداء سيفاً وأنت تريد السيف كما تقوله وانت تريد رجلا باسلا استعنت به او رايا مضياً وفقت فيه وأصبت به من العدو فأرهبته وأثرت فيه . 
و إذا كان الامر كذلك واجب أن يفضل بين القسمين فيسمي الأول استعارة على الاطلاق ويقال في الثاني انه تشبيه .
في نهاية هذا العمل المتواضع اتمنى أن اكون قد اظهرت بعض الفروق بين الاستعارة والتشبيه والذي هو في معناه نوع من البلاغة لاظهار الحسن حسن والسيئ سيئ ، وهذا ما نتحاج أن نتعامل به في حياتنا اليومية مع جميع الاشياء من حولنا فالبلاغة لا تحتاج ألى انسان مثقف أو غير ذلك وانما تحتاج إلى حس والتعبير عن هذا الحس بألفاظ معبرة إلى حد ما .

المراجع :

1- أسرار البلاغة- الامام عبدالقاهر الجرجاني . الجزء الثاني . مكتبة القاهرة.
2- أسرار البلاغة- الطبعة الأولى 1972 . الامام عبدالقاهر الجرجاني .مكتبة القاهرة .
3- فن التشبيه . بلاغة.أدب.نقد (الجزء الأول . على الجندي .الطبعة الثانية .مكتبة الانجلو المصرية.

مشروع المصفوفات

يمكن تعريف المصفوفة عامة على أنها دالة رياضية خطية تحول مجموعة بداية أي إنطلاق (مجال) إلى مجموعة وصول أو نهاية (مدى). مجموعة الإنطلاق و الوصول يمكن أن تكون متكونة من أعداد صحيحة أو عقدية أو أشعة من الأعداد كما يمكن أن تكون هاتان المجموعتان متكونة بدورها من دالات رياضية أو أشعة دالات رياضية. و يمكن أن نرمز للمصفوفة بمعقفين يكتب بينهما عناصر المصفوفة كما هو مبين أسفله:
[1   3 ] عدد صفوفها 1 واعمدتها 2 وعدد عناصرها 2
حيثa13  يمكن أن تكون أعدادا صحيحة أو مركبة كما يمكن أن تكون دالات رياضية, حيث 1 ترمز للصف و3 للعمود .
المصفوفة الصفرية : هي المصفوفة التي تكون جميع عناصرها أصفار .
مصفوفة من الرتبة n تعني أن عدد الصفوف يساوي  nوعدد الأعمدة يساوي n وعدد العناصر  n×n

الجمع والطرح :
شرط جمع المصفوفات وطرحها هو تساوي رتب المصفوفات الموجودة في المعادلة , يكون جمع المصفوفات عملية تبادلية أما طرحها فليس عملية تبديلية , جمع المصفوفات يكون بجمع العناصر المتناظرة وطرح المصفوفات يكون بطرح العناصر المتناظرة ويكون كالتالي:
الجمع:
 [2    8    11  ] + [1   4  3 ] = [ 3   12   14 ]
في حالة عدم تساوي الرتبة لا يجوز الجمع .

الطرح :
[2    8    11  ] -  [1   4  3 ] = [ 1   4   8 ]
في حالة عدم تساوي الرتبة لا يجوز الطرح .

معادلة المصفوفة : هي معادلة إحدى مصفوفاتها غير معلومة .
[2    8    11  ] + k = [ 3   12   14 ]
في هذه المعادلة يتم جعل المتغير في طرف والمصفوفات في طرف .
k =  [2    8    11  ]  - [ 3   12   14 ]
K =[3   4  1 ]  
بالتعويض
[2    8    11  ] + [1   4  3 ] = [ 3   12   14 ]
[ 3   12   14 ] = [ 3   12   14 ]

الضرب
ضرب مصفوفة وحيدة العنصر مع مصفوفة متعددة العناصر
نضرب العنصر الوحيد مع كل عنصر من عناصر المصفوفة، وتكون النتيجة، مصفوفة جديدة، تحوي العدد نفسه من العناصر.
ضرب مصفوفة في مصفوفة
•        يجب في البداية أن نعلم أن ضرب المصفوفات غير تبديلي.
•        من أجل إيجاد ناتج ضرب مصفوفتين (وهو مصفوفة)، يجب أن يتحقق الشرط التالي:
عدد الأعمدة في المصفوفة الأولى = عدد الصفوف في المصفوفة الثانية
بفرض A مصفوفة من الشكل a x b، وB مصفوفة من الشكل c x d، فمن أجل إيجاد A * B، يجب أن يكون b=c.
سنبدأ في البداية بضرب مصفوفة وحيدة الصف مع مصفوفة وحيدة العمود، فبفرض A وB مصفوفتان، حيث:
14
 
[1   3 ] × [     ] =  13
ونلاحظ أن المصفوفة الناتجة هي مصفوفة وحيدة العنصر، وبالتالي، فإن ضرب مصفوفة وحيدة الصف مع مصفوفة وحيدة العمود ينتج مصفوفة وحيدة العنصر.
أما عند ضرب مصفوفتين متعددتي العناصر (وبفرض تحقق شروط الضرب)، فعندئذ، نقوم بتقسيم المصفوفة الأولى إلى سطور، والثانية إلى أعمدة، ونقوم بضرب الصف الأول بالعمود الأول (والنتيجة هي العنصر a_11 من النتيجة)، ثم نقوم بضرب الصف الأول مرة أخرى بالعمود الثاني (والنتيجة هي العنصر a_12 من النتيجة، وهكذا.

مصفوفة الوحدة : هي المصفوفة التي عناصر قطرها الرئيسي 1 وباقي العناصر 0 ويرمز لها بالرمز I.
المصفوفة المعكوسة : هي المصفوفة التي تضرب في المصفوفة الرئيسية ويكون الناتج مصفوفة الوحدة .
لإيجاد معكوس المصفوفة :
1 : نضرب  a11في a22 ونطرح من الناتج حاصل ضرب a12 في a21.
A22 –  a12× a21 = ×a11
A22    -a12
-a21     a11
 
2 : [               ] × ( ÷ 1)